مصطفى الخاني: في التمثيل لا أقبل بأنصاف الحلول

يقدم شخصية توءم سيامي أول مرة في الدراما العربية
مصطفى الخاني: في التمثيل لا أقبل بأنصاف الحلول
سامر محمد إسماعيل
انتهى النجم السوري مصطفى الخاني من تصوير أكثر من نصف مشاهده في دوره الذي يلعبه في مسلسل «بواب الريح» إخراج المثنى الصبح، حيث يحقق «النمس» تعاوناً مع مخرج العمل الذي كتبه خلدون قتلان وتنتجه شركة «سما الفن الدولية»، فالخاني الذي عوّد جمهوره كل عام على تقديم الجديد والمختلف من خلال تقديمه شخصيات خاصة ومختلفة، والاشتغال دائماً على «كركترات» جديدة في الدراما السورية سيقدم هذا العام من خلال «بواب الريح» شخصية يقول عنها النجم السوري أنها مختلفة وذات خصوصية عالية، ويتم تناولها أول مرة في الدراما العربية، حيث سيجسد شخصية توءم ملتصق «توءم سيامي».. وكشف صاحب شخصية «جحدر» في حديث خاص لـ تشرين دراما: أقوم بتجسيد شخصية توءمي الملتصق بي الفنان معن عبد الحق من خلال شخصيتي شفيق ورفيق في مسلسل بواب الريح الذي تدور أحداثه حول الفتنة الشهيرة التي حدثت عام 1860 وامتدت من جبل لبنان إلى دمشق.
مصطفى الخاني: في التمثيل لا أقبل بأنصاف الحلول Copy%20of%20%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%AD%20%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A-w130

مصطفى الخاني: في التمثيل لا أقبل بأنصاف الحلول Copy%20of%20%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%AD%20%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A-w130

وقال الخاني الذي انتهى مؤخراً من تصوير دوره في الجزأين السادس والسابع من مسلسل (باب الحارة): «لاشك في أن هذه الشخصية من الشخصيات التي تحمل خصوصية عالية، واستهوتني جداً وحرضتني كممثل لتقديم جهد استثنائي، فمثل هذه الشخصيات الخاصة أو غير التقليدية تضعني كممثل أمام تحد كبير، فهي محك حقيقي لقدرات الممثل، كونها لا تحتمل أنصاف الحلول، فإما أن تنجح نجاحاً كبيراً وتترك تأثيراً وصدى مهماً لدى الجمهور، أو عكس ذلك».
وأضاف صاحب شخصية «خرطوش» في مسلسل «حمام شامي»: «أنا من هؤلاء الممثلين الذين لا يرضون بأنصاف الحلول، وأحاول أن أبحث دائماً عن تقديم بصمتي الفنية الخاصة بي من خلال كل شخصية أعمل عليها، لذا أحاول جاهداً أن أقدم ما هو مختلف وجديد، وربما –أحياناً- هذا الدأب وهذا البحث لا يتكلل بالنجاح، ولكن يرضيني شرف المحاولة، ومتعة البحث، واجتهادي لتقديم ما هو مميز ومختلف ومغاير على صعيد رسم الشخصية من ألفها إلى يائها عبر شراكة فنية أحققها مع المخرج المثنى صبح».
وتابع الخاني شارحاً مدى صعوبة تحقيق شخصية من مثل التوءم السيامي: «عند العمل على شخصيات خاصة من هذا النوع كالتوءم الملتصق (السيامي)، أو بعض ما قدمته سابقاً مثل الملك المصاب بمرض الجذام في مسلسل (صلاح الدين الأيوبي)، أو رجل الدين المتطرف في (ما ملكت أيمانكم)، أو شخصية «الشاب راغب» في مسلسل (حائرات) الشخصية التي تعيش مرضاً نفسياً يؤدي بها إلى الانتحار، أو بعض «الكركترات»، أو الشخصيات التاريخية التي سبق أن عملت عليها، هذا النوع من الشخصيات يدفع الممثل المجتهد نحو القراءة والبحث في عوالم لم يقاربها سابقاً في حياته أو من خلال ثقافته أو قراءاته، ومن دون شك هذه التجارب المتراكمة تُغني الممثل على الصعيد الفني والثقافي والإنساني، وهي امتحان حقيقي لإمكاناته.
لكن ما هي خصوصية مثل هذه الشخصيات وجوانب صعوبتها؟ نسأل الفنان السوري، فيجيب بالقول: «من أهم جوانب صعوبة تقديم شخصيات كهذه هو أنها قليلة جداً في مجتمعنا العربي ونادراً ما نحتك بها أو نتعامل معها أو حتى نراها، وتالياً على الممثل أن يبحث كثيراً كي يستطيع بناء تفاصيلها الحياتية بشكل كامل، وأن يكون أميناً من الناحية العلمية الطبية، لأننا في مجتمعات تُعد الأقل قراءة في العالم، وفي ظل غياب تأثير المسرح والسينما، يتحول التلفزيون والشخصيات التي تُقدم من خلال الدراما التلفزيونية إلى مرجعية ومصدر معلومة لدى الملتقي والجمهور، وتالياً تكون علينا مسؤولية أكبر تجاه العمل على هذا النوع من الشخصيات.
إذاً، ما هي الصعوبات التي واجهت الخاني خلال التحضير لأداء هذه الشخصية؟
خلال التنفيذ وجدت من دون شك أنها من الشخصيات المتعبة جداً خلال تنفيذها على الصعيد الفيزيولوجي، فتخيل أنك ملتصق بشخص آخر عشر ساعات يومياً عبر حزام عند الخصر يشدنا إلى بعضنا، وأي حركة ستقوم بها، مهما كانت، مرتبطة بحركة شخص آخر معك، وعليكما أن تقوما بكل شيء معاً، من أصغر إلى أكبر حركة، ناهيك بالمواقف الطريفة التي يمكن أن تتعرض لها عندما تكون في موقف كهذا، لكنني فعلاً مستمتع جداً بأداء هذه الشخصية وبالعمل الجماعي عليها ابتداء من الكاتب خلدون قتلان إلى شريكي في أدائها الفنان معن عبد الحق، مروراً بمصممة الملابس والمكياج، إلى ملاحظات وإشراف المخرج المثنى صبح وكامل طاقم العمل، وأتمنى أن نستطيع تقديم مادة فنية تخاطب عقل الجمهور وتلامس قلوبهم.

مسلسل «بواب الريح» هو العمل الثالث الذي سنشاهده في شهر رمضان القادم للفنان مصطفى الخاني، الذي يجمعه أول مرة مع الفنان الكبير دريد لحام، والنجم غسان مسعود في عمل واحد، وينتظر عرضه في موسم رمضان القادم.

http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/315001